الخميس، 9 أبريل 2015

أصابك الجنون؟


أصابك الجنون؟

أم أن العقل في هكذا حالات يحتم غيابه؟ أم هل قد يوصف ذلك بالجنون؟ أم هو تصرف عاقل في مرحلة ما؟
هي أسئلة لا تنتهي، ما يميزها دورانها حول محور واحد، نجحت بأن أثارت الضجة عليه وفتحت عليه باباً كبيراً من النقاش. تلك التي لا تزال سائلة عن مصطلح ما، واصفة إياه في بعض النواقض. تركتنا نتقصى الحقائق، نجحت هي أيضاً بأن أثارت فضولنا، ودفعتنا للدوران حول ذات المحور.
فهل فعلاً أن هنالك بعض النواقض التي تجرد بعض التصرفات من وصفها الحقيقي؟ لعل هذا يدفعنا للخوض قليلاً، بل ولعلنا نتعمق بعض الشيء أملاً في أن ننجح في تقصي الحقائق.
كان هو سبب الجنون لدى شخصيات لها وزنها، بل وجعلهم يتكنون بذلك الوصف، فمن منا لم يمر على سمعه "مجنون ليلى"، فكان قيس شاعراً فصيحاً، أيعقل كونه مجنونا وفي ذات الوقت رمزاً من رموز الأدب العربي، سطر له الكثير وأثبت ذلك التاريخ؟
وبوجود الدليل، تبدأ خيوط وملابسات القضية بالانحلال والظهور على حقيقتها، كما الآن ونحن نثبت الادعاء ونضعه موضع الصحة التامة. فلعل الجنون في الحب ليس إلا مكملاً له، فالحب يحتفظ به كمصطلح، ينقض التصرف الشائع فحسب، فهو مدعى عليه كونه انتحل الصفة وجرد الموصوف من مقتضى الصفة، وصفه بالجنون وجرده من اختلال العقل، معقدة تلك القضية بعض الشيء، ولكنها أضائت آفاقاً كثيرة. أثبتت أنه لا حب بدون جنون، وفي ملف قضيتها الأخرى برأت من يمارس غيرته من أي أحكام ومواقف، بل قامت بوصف الغيرة ها هنا تحت حب التملك المشروع، مبعدة إياها تماماً عن الأنانية.
فإن كنت لا تحب الخوض كثيراً، فحلاصة ماسلف لا حب بدون جنون مع تمسكه التام بتلك الغيرة، هي التي تدفعه للجنون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جعلتني أنيقاً

جعلتني أنيقاً في وسط زحام الحياة المعتاد، وكأي طالب أكاديمي، الواجبات لا تكاد تنتهي مصطحبة معها المزيد من الأبحاث والتقارير التي ستسلم في ...