الأربعاء، 4 مارس 2015

هل هو باختيارك؟

عندما يطرح هذا السؤال وفي موضوع ما على وجه الخصوص، سوف تكون الإجابة فوراً بـ "لا، ليس باختيارك" بدون الخوض في التفكير، فالإجابة هنا أصبحت "روتينية"، قريبة هي لأن تكون مجردة من أي تفكير أو أسباب منطقية. أقرب لأن تكون محفوظة عن ظهر قلب كرد لهذا السؤال عندما يطرح بالصيغة التالية: "هل الحب باختيارك؟"! 

من وجهة نظر خالطها المنطق ولأن العقل البشري مخير وليس مسير يحتم أن تكون الإجابة بـ "نعم، إنه باختياري" ولكن من وجهة نظر أخرى تكون بـ "لا، ليس باختياري"، ولكنها أيضاً ليست مجردة من المنطق على الإطلاق.

مهما كنت حريصاً على ألا تقع فيه فأنت فعلاً لن تقع، ولكنك ستصل لقاع الحفرة ذاتها باستخدام "السلالم" تدريجياً دون أن تشعر!
فأنت حتماً ستستخدم تلك السلالم فضولاً منك وستسمر بالنزول كلما وجدت مايلفتك وينال إعجابك. ولكن ماذا بعد هذا؟

بعد هذا أن تلك السلالم كانت باتجاه واحد فقط، فإن كان ماوقعت فيه إتباعاً لمضيك وراء ما أعجبك بقي كما هو يعجبك، فهنيئاً لك، لأنك لن تهتم بموضوع خروجك من تلك الهاوية ولم يعد يهمك كون هذا السلم يستطيع إخراجك أم لا.
ولكن ماذا إن كنت مضيت وراء ما نال إعجابك لتتفاجىء أنك سقطت في مكان لا يخصك. مالحل؟ كيف هو سبيل الخروج؟ كيف والسلم ذو اتجاه واحد؟

عندها أنت مخير بأن تعيش فيما ليس لك تحت بند "التهميش"، لتغني "يامن هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دلني" وغالباً لن يدلك على هذا السبيل، أو أن تشد على إزرك محاولاً التسلق للنجاة من تلك الهاوية. ستسنتفذ الكثير من الوقت وستصاب بالكثير من الجراح وستسقط آلاف المرات وأنت تحاول الخروج. غالباً لن تنجح، وإن نجحت ووصلت للخارج فستجد في جسدك جراحاً كثيرة نتيجة محاولتك التسلق، وستجد كسوراً كثيرة نتيجة سقوطك المتكرر، كفيلة بأن تجعلها ذكرى تدفعك للبكاء حزناً على وحدتك حينها وكم من عمرك أمضيت فيما ليس لك. ولكنه بالطبع ليس أشد مرارة من أن تعيش وترى مايحطم قلبك ويهيج مشاعرك عند سماع "أغار عليها من فم المتكلم، أغار عليها من ثيابها، أغار عليها من أبيها وأمها وأيضاً عند سماع واحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم" فأنت فعلاً قد تشاهد مايقبض قلبك عند سماع ماسلف.
أيضاً ليس أكثر ألماً من سماع "وأمر مالقيت من ألم الهوى قرب الحبيب وما إليه وصول"، لتتخيل تلك الملامح وتكمل "أيا بدراً كم سهرت عليك نواظري، أيا غصناً كم ناحت عليك بلابل، البدر يكمل كل شهر مرة وهلال وجهك كل يوم كامل"

ولكنك ها هنا مسير ولست مخير، وغالباً لن تنجو تماماً، وإن نجوت فأنت "على الذكرى" طيلة حياتك حتى تصل لـ "التبلد" فلن يعد هنالك شيء يؤثر على قلبك حينها.

فلسفة قلمي،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جعلتني أنيقاً

جعلتني أنيقاً في وسط زحام الحياة المعتاد، وكأي طالب أكاديمي، الواجبات لا تكاد تنتهي مصطحبة معها المزيد من الأبحاث والتقارير التي ستسلم في ...